السبت، 6 أغسطس 2011

سلف ودين قصة بقلم ناجى السنباطى



سلف ودين

استعد الرجل ، للذهاب الى عمله ، أيما استعداد ، فلما اطمأن على أناقته ، ركب عربته ، وانطلق الى عمله الخاص عمله الذى يحبه ويعمل على تنمية دائما ، حتى أصبح فى فترة قليلة من رجال الأعمال البارزين ، الجميع يخطب وده ، علاقاته ممتدة كأخطبوط كبير ، ادا دخل مقر العمل ، لا تسمع صوتا أيا كان ، حتى الهمس ممنوع ، الكل فى مقر الشركة ، فى عمل جاد ، لا مكان للعبث أو تضييع الوقت ، نظام صارم وضعه الرجل لادارة العمل ، فكان النجاح 0 نظام دقيق ، يطبق على الجميع بدون استثناء ، والتزم به الجميع ، جميع العاملين ، وكيف لا يلتزمون ، فالخروج على هذا النظام ، مصيره معروف ، هو الفصل من العمل ، فى الوقت الذى يلهث الآخرون ، من أجل عمل أٌقل قيمة ، مادية ومعنوية ، ولا يجدون الا السراب 0
لهذا نجح فى عمله لشخصيته الصارمة ، الجادة ، القاسية ، فى نظر الناس ، وانطبعت صورته فى أذهان الآخرين ، رجل قاسى ، متعجرف ، مغرور ، لا تعرف الرحمة طريقها الى نفسه ولا تعرف نفسه ، طريقا غير طريقها الذى رسمه وزاد فى ايهام الناس به 0
حتى جاء يوم من الأيام ، وقد انتهى من عمله ، وهم بركوب سيارته ، والجميع حوله فى احترام شديد ، انتظار الرحيله ، فادا بشاب يأتى مسرعا ، وينقض عليه ضربا ولكما، حتى أشبعه ، والجميع يتصايحون على الشاب ، يا هذا عيب عليك ما تفعله ، أتضرب رجلا فى سن والدك ؟ الا تعرف من هو ؟ كيف تفعل ذلك ؟ أنه السيد المهاب ، أنه يقود الألاف من العاملين ولا يستطيع أحد منهم ، أن ينبس ، فما حالك وأنت تكيل له الضربات ، توقف أيها الساذج ، عن فعل هذا ، لا تضيع نفسك 0 الجميع يتصايح على الشاب ، وهو متمسك بعنق الرجل لا يفلته ، الجميع انهال ضربا على الشاب ، وهو متمسك بعنق الرجل ، ولم يفلته ، حتى انهارت قواه ، فتراخت يداه عن عنق الرجل ، و ارتمى الرجل الصارم على الأرض ، يتألم من عنقه ، وهم الناس بالفتك بالشاب ، فقال لهم الرجل ، اتركوه انه ابنى ، اتركوه ، فقد فعلت هذا مع أبى وأنا فى نفس سنه ، وفى نفس الموقف

هناك تعليق واحد:

شهرزاد المصرية يقول...

إفعل ما شئت و كما تدين تدان
و هذا أخذ جزاءه فى الدنيا و كان عبرة و من لم يأخذه فى الدنيا فالله له بالمرصاد