الخميس، 23 يوليو 2015

كسبت الرهان من سلسلة قصص قصيرة عن حرب اكتوبر 73 بقلم :ناجى السنباطى

كسبت الرهان من سلسلة قصص حرب اكتوبر 73 بقلم :ناجى السنباطى
النقاط الحصينة بخط برليف تمتد على طول الشاطىء الشرقى للقنال المدافع الاسرائيليةتصب نيرانها الكثيفة على قواتنا فى غرب القنال،بينما مدافعنا تدك قواتهم دكا،دوى المدافع لاينتهى من كلا الطرفين،نقاطهم حصينة ولاحل لها الا بالارادة..الارادة أقوى سلاح بل هى السلاح الفتاك،كل يوم من أيام الحياة،يمر مثل غيره من ألايام.
كل يوم ،لانسمع فيه غير صوت الدانات،متخندقين فى الخنادق.
فى خالات الراحة بين دانة وأخرى،نتسامر..نلعب ..نلهو..نحكى حكايات الماضى..نجترها..قصص الحب والشقاوة والفتونة..نتبارى فى سردها،نشد طرف الخيط فتكربكرة الذكريات..وفى أحيان أخرى،يلفنا الصمت ويكسونا الحزن..نعيش حياة بلا معنى..تخاصرنا اللامبالاة ويأخذنا الملل.. من كثرة إلانتظار..ولانملك حلا لكل هذه المعضلة.
وجاء يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان.. يوم ليس ككل الايام ..ضدر الأمر ونحن صيام..صدر الأمر الذى إنتظرناه عمرا.. إعبر فعبرنا..نسابق الريح..ونحط بأرجلنا على أرض سيناء الحبيبة لنعبر من اليأس الى ألامل ومن الشك إلى اليقين.
حاصرنا الدشم المختلفة من كل جانب..وإستولينا عليها واحدة تلو الأخرى..إلا واحدة إبت وتمنعت!!
عائد أحد رجالنا ،يميل الى السمار..وجهه كأنه منحوت من طمى النيل ..صاحب دعابة ونكته..محبوب من كافة أفراد السرية..له أسرة هو كافلها وراعيها الوحيد.
كان عائد ضمن المجموعة التى أحاطت بهذه النقطة العاصية المستعصية..فمدفعها يطل من المغزل وينظر إلينا نظرة غير ودودة.
هذا المدفع يمنعنا من الاستيلاء على هذه النقطة القوية والمهمة..قلنا يكفينا الحصار وسرعان ماتستسلم..لكن عائد كان له رأى اخر،قال من يراهننى على غسكات هذا المدفع؟!..الكل تراهن على أشياء غير موجودة..كما كنا نراهن على أشياء وهمية لقتل الوقت.. قلنا له ليس وقت الدعابه..أما تنتهى؟! ونحن فى هذا الموقف..قال ومن قال اننى ألهو؟!إننى فى منتهى الجدية..قلنا له إذن ماهى خطتك؟قال هل قبلتم رهانى؟فلنا قبلناه!!على أى مقابل رهاننا قال دعواتكم لى..إعتقدنا لديه خططا مختلفة لاسكات هذا المدفع لكنه قال ماعليكم عندما أنفذ خطتى إقتحموا!!.
إقتحم عائد المغزل وجعل جسده ساترا لزملائه..أسكت جسده المدفع..وإقتحمنا النقطة الحصينة وإستولينا عليها..نظر إلينا عائد وهو فى نزعه الأخير..قال وعلى فمه إبتسامة ..كسبت الرهان !!
إنتهت



ليست هناك تعليقات: