الخميس، 23 يوليو 2015

ذات العيون : قصة من التراث الأدبي العالمي ترجمة وتعريب وصياغة / ناجي عبد السلام السنباطي

 ذات العيون : قصة من التراث الأدبي  العالمي
     ترجمة وتعريب وصياغة / ناجي عبد السلام السنباطي    
كانت  الفتاة عطوفة حانية .. تحب الجميع .. وكان للفتاة أخوة وأخوات ….. كان للفتاه عصفور صغير .. كانت تحبه ويحبها .. يقف علي شعرها وأحيانا علي كتفها ومرات علي يديها ... تناديه فيلبي النداء ... كانت الفتاة تحب الجميع ولكن الجميع يبتعدون عنها .. كانت الفتاة مختلفة عنهم ... كانت الفتاة ذات عيون وكانت الأخريات لكل منهن عينان فقط .. أخذوا الفتاة تسلية حينا لكنهم إنعزلوا عنها دائما ... والفتاة حزينة لا يسليها إلا عصفورها ..صارت صداقة بينهما ..  لكن الآخريات من أخوتها لم يعجبهن ذلك .. تآمرا عليها وقتلا عصفورها .. بكت الفتاة أشد البكاء وإنتحبت علي ونيسها ومصدر سعادتها .. وأتاها الإلهام فجاءت إلي الحديقة ودفنت عصفورها ..
ومرت الأيام والفتاة أكثر وحدة وأكثر عزلة، ولكنها كانت تعيش بجوار عصفورها المدفون .. فرأت فجأة نبتة شجرة حيث دفنت عصفورها سرعان ما كبرت وصارت شجرة كبيرة ... والأعجب من هذا ... أن الشجرة طرحت ثمرا من لؤلؤ ومن ياقوت ومن ماس ومن ذهب .
تعجب الناس أيما عجب لهذه الشجرة العجيبة .. وحاولت الأخوات واحدة تلو الأخري أن تقطف منها بعض من هذه الثمار غالية الثمن .. إلا أن الشجرة كانت تأنف عن أن تعطيهم .. ولكنها تعطي الفتاة ما تطلبه دائما .
كانت الأخوات يسخرن هذه الفتاه في الحصول علي هذه الثروة الطائلة فبنوا القصور الضخمة وبنوا الفيلات الفخمة وتركوا الفتاه في كوخ مقفر بجوار هذه الشجرة .. فإذا ما إمتنعت الفتاة عن مساعدتهم عاملوها معاملة سيئة .. لتصير ممزقة القلب والوجدان والملابس .
                     *********
سمع الناس عن هذه الشجرة .. فأتوا وفودا وسياحا لرؤيتها أو حلما في الحصول علي ثمارها .. وأقيمت المتاجر والفنادق للسائحين وإشتعلت الحروب من أجل الحصول علي هذه الشجرة وتاجر من تاجر وساوم من ساوم .. إلا أن أخوات هذه الفتاة أصبحن مالكوا الامتياز علي هذه الشجرة دون أن يصيب الفتاه بعض من خيرات هذه الشجرة  وهى سبب الخير كله .
                  ***********
سمع الأمير عن هذه الشجرة فجاء علي رأس مجموعة من مساعديه بحثا عن سر هذه الشجرة التي أقامت الفنادق وأسست التجارة وأشعلت الحروب . 
أخوات الفتاه قلن ... هذه الشجرة ملكنا ... كل منهن طامعة .. أن يلتفت إليها الأمير .. لعلها تكون زوجة له لكن الأمير قال أنني أبحث عن سر هذه الشجرة .. قالت الفتيات أخوات الفتاة ذات العيون .. أنها ملكنا أبا عن جد .. قال وما سرها . قلن أنها موجودة منذ القدم ولكنها لم تطرح لنا هذه الثروات إلا منذ مدة قليلة . قال ولكنها تسبب الحروب وتسبب الكره والضغينة وأصبحت منطقتها مجالا للصراعات بعدما كانت مكانا للود وللحب وللصلات الطيبة ،ردت الفتيات ولكنها مصدر رزقنا ورزق الاخرين.
                       **********
طلب الأمير من كل واحدة منهن أن تقطف بعض من ثمارها رفعت الشجرة أفرعها إلي أعلي وإزدادت طولا  وإرتفاعا حتي لا يبلغ ثمارها أحد وفشلت كل واحدة منهن في أن تقطف بعض من هذه الثمار لتقديمها للأمير الذي أعلن أن من تستطيع ذلك ستكون زوجته .
                           *********
فشلت الفتيات جميعهن ... ورأي الأمير علي البعد الفتاه ذات العيون في ملابسها الرثة وفي عزلتها السحيقة ... فناداها ...هلمي يا فتاه إقطفي من هذه الشجرة فالأمر ينطبق عليك أيضا .. نظرت الفتاة إلي أخواتها و إلي مجتمعها من البشر  وهي خائفة مرتجفة ... نظراتها زائغة .. مرة تجاههم ومرة تجاه الأمير وصحبته…
 طمأنها الأمير ... لماذا أنت خائفة..  تقدمي يا فتاة ... أنا حاكم هذه المنطقة فلا تخافي.. تقدمت الفتاه نحو الشجرة .. فإنحنت الفروع وإنكمش  جسم الشجرة وقصر طولها حتي تصل الثمار إلي يدي الفتاة ذات العيون .. فقطفت بعض الثمار من ثمارها الغالية وقدمتها للأمير .. وعادت الشجرة  إلي وضعها الأول .
سألها الأمير.. ما سر هذه الشجرة ...؟!! ترفض الانقياد للآخرين وتنقاد لك بسهولة ..قالت ذات العيون .. إنه الحب يا مولاي .. قال  لها هل  تقبلين أن تكوني زوجة لي قالت أمرك يا مولاي .. فحملها الأمير علي حصانه وإنسل راجعا إلي قصره .. وإلتفت الحاضرون إلي الشجرة فلم يجدوا إلا شوكا لا يفيد ولا يغني أحدا .. قالوا في حسرة ذهبت وأخذت الخير كله معها .. ولكن الفتاة ذات العيون ذهبـت وما نست أخوتها ولا أهلها  ولا أهل منطقتها .. وهي الأميرة علي عرشها فمازال نهر " الحب والعطاء " مستمرا لا ينتهي .
 

     إنتهت 

ليست هناك تعليقات: