الخميس، 23 يوليو 2015

من جد وجد قصة قصيرة بقلم ناجى السنباطى


من جد وجد  قصة قصيرة بقلم ناجى السنباطى
كانت رغبة الصغير للعلم كبيرة لا يحدها شىء ، ولا تتنازعها رغبة أخرى ، أنه يقرأ ويشاهد التليفزيون , ويرى تكريم الناس ، للمتفوقين فى كل مجال ، كان حلمه أن يتعلم وأن يكرم مثلما رأى القادة والمسئولون ، يكرمون المتفوقين .
رغبة صغير ، ولكنه يتيم الوالدين ، ولا حامى له ولا وصى عليه ، الا عمه ، الذى كفله بعد موت أخيه وزوجته ، وتعاهد معه على رعاية ابنه أخذه العم فى حضنه وأحنى عليه رعايته وحمايته ، كأنه ابنه ، الا أن الزوجة ، كان لها رأى آخر ، هو أن يحظى برعاية الأسرة ، ولكن عليه أن يعمل ويكد داخل المنزل وخارجه ، فى الحقل وفى ، قسوة ما بعدها قسوة ، وألم فى نفس الطفل ما بعده ألم ، ولكن الطفل ، زاده الألم اصرارا على تحقيق ذاته ، كان يفعل كل ما يطلب منه ، ويذاكر فى خلسة فى الشوارع المضاءة وفى المساجد ، ولجهده واجتهاده ، كان التفوق من نصيبه ، ولحظة السىء كان الفشل من نصيب أولاد عمه ، مما زاد من غضب زوجة عمه عليه ، فكان قرارها ، أن يترك البيت ، وعبثا حاول الزوج ، اثنائها عن قرارها دون جدوى ، ولما عرف الولد هذا، ترك المنزل ، حفاظا على أسرة عمه عليه ، ومن كثرة المشاكل ومن التفكك انطلق الشاب الى المدينة ، والتحق صبيا باحدى المقاهى ، والتحق أيضا باحدى المدارس ، يعمل ويدرس ، وكان التفوق حليفه ، وظل سنوات تعليمه على نفس الحال ، حتى حصل على بكالوريوس الطب وعين معيدا بالكلية ، واستمر فى مشوار عمره ، متفوقا ، حتى صار أستاذا كبيرا فى تخصصه ، يحاضر فى الجامعة ، وله عيادته الخاصة ، ويلقى الأحاديث والمحاضرات فى التليفزيون وفى الأماكن العامة ، ولكنه لم ينسى أبدا بلدته التى رعته ولم ينس أبدا الألم والعذاب الذى رافعه طوال مشوار حياته .
فقد خصص يوما من كل أسبوع ، ليرعى أهل قريته من المرضى ، وبلا مقابل ، فى الوقت الذى ، وصلت أتعابه الى أعلى سعر وبناء على حجز سبق . وفى يوم القرية ، جاءه رجل مسن ، ومعه زوجته المريضة ، يقدمان (رجلا ويؤخران رجلا ) .. خشية الرفض أو خشية تأنيب الماضى .. فلما أبلغه الممرض بانتظارهما من قام من مقعد ساعيا اليهما مستقبلا لهما فى سعادة لاثما يد الزوجة ثم يد الزوج .. يد العم ويد زوجة العم .. فتلعثم العم وتلعثمت زوجة العم .. مرتبكة  وهى تقول .. اعذر جهلى وغيرتى ياابنى .. وقال العم مبتسما ابتسامة خجلى .. من جد وجد ياابنى ... وارتما باكيا فى حضن ابن أخيه

ليست هناك تعليقات: