السبت، 6 أغسطس 2011

أصول الطابور قصة بقلم ناجى السنباطى


أصول الطابور قصة بقلم ناجى  السنباطى

بفلم :ناجى عبدالسلام السنباطى
كافحت كثيرا ، حتي وصلت إلي أول الطابور ،إعتقدت أن الدور قد جاء علي ، لكي آخذ حقي كنت أحاول الحصول علي بعض السلع طبقا لكل حصته، كان الجهد شاقا بذلته من عرقي ومن جهدي ، فالطابور مزدحم وفيه نرفزة وعكننة وشجار متواصل، ولكنني تشبثت به ، حتي وصلت إلي أوله ولكن ما إن دفعت البون إلي صاحب الدكان حتي فوجئت برجل ضخم الجثة يزجرني ، بنظرة نارية ...إلي الخلف يا ولد أفسح مجالا للكبار أفسح مجالا لسيدات المجتمع أفسح مجالا لأبناءالعاملين ودفعني إلي الخلف ، وأخر دفعني إلي الآخر حتي وصلت مرة أخري إلي آخرالطابور كنت مغتاظا ولكنني كظمت غيظي وقلت الصبر جميل ورد آخر بحواري كان أمامي تماما في المشمش لم أفهم عبارته قال باسما في المشمش إن كنت تصل قلت له العملية ليست وصول العملية حق وحق أكيد ، فضحكت سيدة جميلة ، ترتدي فستانا أجمل وملاءة نصف ملفوفة وقالت يا أستاذ أنت من هنا أم من هناك قلت لها وما الفرق قالت لو كنت من هنا لفهمت أصول الطابور فهو طابور علي الأرض طويل ومكدس ولكنه يتغير بسرعة البرق ولا تدري من فى أول الطابور ومن في آخره ، ولو كنت من هناك فعليك أن تفهم أصول الطابور أيضا ، في كل الأحوال عليك أن تفهم طابورنا قلت لها منكم نتعلم وإنتقلت إلي طابور الأدوات المكتبية ، من الأقلام والأوراق حتى لا أعطل نفسي ، ووجدتني أيضا ، أدفع من الصف الأمامي إلي الخلفي بعد مشاجرة عنيفة ، لطخت ثيابنا بالأحبار الخضراء والحمراء والزرقاء والسوداء وهمس لي عجوز يا أستاذ أنت من هنا ام هناك !! فقلت له من هناك ، فقال عليك أن تفهم هنا فقلت له وإذا كنت من هنا رد قائلا إذن لماذا لا تفهم ؟! وبينما أنا علي هذا الحال فوجئت بطوابير أخري ، من هنا ومن هنا وكلهم قد تشبس بسلعه وأقلامه وأوراقه وحبره ونظرت إلي الطوابير ، فوجدتها كما هى أشد تكدسا وشجارا وعراكا بينما الطوابير التي تظهر فجأة وتختفي فجأة تسير في سهولة وفي ليونة وفى سيولة، ورجال أنيقون ونساء جميلات في ثياب جميلة مزركشة وفي مكياج أشد إقناعا فحاولت أن أندس بينهم فصرخوا جميعا إذهب إلي الطابور فقلت ساخرا وما ذا يسمي هذا قالوا أنت من هنا أم هناك قلت لهم باسما أنا من بلاد بين هنا وهناك وقفلت راجعا إلي بيتي ومن يومها وأنا أكره الطابور






ليست هناك تعليقات: