السبت، 19 مايو 2018

خطاب الى المقاتل عزت قصة من كتابى نظرات احباب



*المصدر(بتصرف ):كتابى نظرات أحباب1980ص129وص130وص131

· كتبت هذه القصة فى شكل خطاب إلى مقاتل صديق لى وكان يلعب معنا الكرة وقطعت ساقه حتى القدم ولأنها كتبت عقب الحرب مباشرة ديسمير73 فكان فيها شىء من تغلب العاطفة نحو صديق وإن كان له الحق أن نكرمه كممثل لزملائه الأبطال
· * وفى عام 1983 أعلنت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة عن مسابقة للقصة فطورتها لتكون قصة ملحمية تعبر عن تحالف الشعب والجيش والشرطة وتعرض لتاريخ الحروب ومضفرة بالدرر وهم الشهداء وقدمتها بخط يدى للسرعة فى تقديمها قبل إنتهاء الميعاد.
· **وقد شكرتنى إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة ....وإعتذرت لعدم كتابة القصة على الألة الكاتبة فى حينه.... حيث لم تكن الحواسب قد إنتشرت (مرفق خطاب الشئون المعنوية )
· وفى نوفمبر 2015 تقدمت لنفس المسابقة السنوية بنسخة مكتوبة على الحاسب وحتى الآن لم تظهر النتيجة !!!!
· **رغم تكرارى السؤال عن النتيجة وأيا كان فالمهم أن هناك عمل مهم قد أنجز على أرض الواقع ونفخر به وصغته فى شكل قصصى متكامل بحيث لم يترك شاردة أو واردة من قصة الحرب
** وهو منشور على صفحتى على الفيس (كلمتنا) ومنشور على موقع مؤسسة صدانا الثقافية منذ مدة قريبة وقد بلغ عدد الزائرين لهذه القصة فقط ..حوالى 1700 زائر على موقع صدانا(ذكريات الأرض والحرب والحب)

** إضافة إلى أنه منشور على مواقع عديدة لى منذ سنوات.
****************************************
*خطاب إلى المقاتل عزت
* قصة قصيرة فى شكل خطاب
* بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى
********************************************
*صديقى العزيز عزت
تحية مجدولة من حب شعب مصر لك ولرفاقك
***
وبعد
***
**ياصديقى مافعلتموه شىء عظيم وبحجم عظمته نحمل لكم كل التقدير والإحترام...لقد كتبتم نصرنا بأحرف من نور ومن دمكم النقى كان مدادها.
*(الراديو) شىء جميل...و(التيلفزيون).. أجمل...صوت وصورة...بهما نسمع الأخبار ونستمتع ونشاهد العالم بين أيدينا...نلهو ونسعد ونحزن لما نسمعه ولما نشاهده
**لكن الأجمل هو ماأنجزتموه لنا ولمصر ولأمتنا العربية..وأجمل من جماليات الصورة وحسن الأصوات..رائحة عرق الجنود فى معركة الشرف.. العرق الممزوج بالدم وبرائحة البارود...!!
******************
*سمعت من القصص الكثير... ومن حكايات الأبطال الكثير........رجال شجعان ومقاتلون أشداء من أجل الحق ومن أجل مصر
*مصر الصبورة على المحن المتعالية على جراحها.. حمالة الأسية
*ولما سمعت ولما شاهدت...رقصت رقصة الفرح ولست راقصا...ورغم الصيام لم نشعر بتعب أو بجهد من سعادتنا ...فكيف أنتم ياابطال وأنتم فى قلب اللظى واللهيب؟! ولكنكم جنود مرابطون شجعان طول الزمان..هذا قدركم وأنتم لما له ... مرابطون إلى يوم الدين.
*الراديو... يعلن العبور....عبرنا القناة.!!..كنت أرقص فرحا وأتمنى اليوم الموعود.. أن يأتى ..وقد أتى !!!!!وأوفى بوعده ...فكيف لاأرقص ومعى جيل بأكمله
****************
**كنت أكر وأفر..كنت أصرخ...صيحتك الكبرى...صيحة رجل الصاعقة....فى البحر.. فى البر.. فى الجو..نسور..كنت أصرخها من أعماقى وإعذرنى...إن كانت أقل من صرختكم...لكننى تخيلتها..رنين الطبول فى غابة الحرب...فقد كنت أعيش بها أحلامنا....وشبابنا...وكنت أتصور كل هذا...وأتفحص كل هذا...لتعود بى الذكريات إلى الماضى القريب...إلى غرور العدو وصلفه...أعود إلى بحر الدماء فى بحر البقر...إلى الفطيرة الحمراء المعجونة من دم الأطفال...أعود إلى عمال (أبوزعبل)...أعود إلى مدن القناة...إلى المهاجرين منها...وكل منهم قصة..أعود إلى الشماتة حتى فى عيون ماكنا نسميهم أصدقاء....وكنت أكظم غيظى...لاأمتلك غير الصبر...وكنت معى تلتقى وتكظم وتعبر...كنت تعرف أن الأصدقاء..ليسوا بأصدقاء...وأن بعض الشباب إنحرف إلى تيارات غريبة...وأن الناس فى حالة قلق دائم...وكنت تكلمنى كثيرا عن ضرورة إعادة تقييم دور الأصقاء....وعن ضرورة بناء مصر...وعن ضرورة بناء إنسان مصر...وكنت تقول لى...أن هذه عوامل الهزيمة...وستنتهى بعد النصر بإذن الله....
**وكنت معك فى هذا...ولكننا كنا فى حاجة إلى ترميم البناء...ولم الشمل....وجمع البلد على أمر واحد.. هو المعركة المرتقبة والحتمية....فهى التى ستحرك حالة الإسترخاء الدولى....ستجعله حبلا مشدودا...يخنق الجميع....ويفصل العناق...أقصد الوفاق الدولى... سبجعلهم يتركون الحب والحاجة والمصلحة وهى أهمها فى سلم أولوياتهم.... وتطبيقها على الواقع فى شكل تقسيم النفوذ....كنت أعرف أن تجمعنا...سيحرك الجميع نحو الحل.
*كنت أتخيل وأعيد شريط الذكريات....كنت أعود إلى كل كلمة قلناها وناقشنا ماقلناه...وكل غريب قاومناه..وأهم ما أعود إليه من ذكريات.... رياضتنا الحبيبة...كرة القدم....نجرى ورائها إلى آخر الدنيا..لم نترك ملعبا قريبا أو بعيدا من بلدتنا ..إلا ومارسنا عليه لعبتنا...لم نترك قرية أو عزبة أو نجع أو مدينة...إلا وقد لعبنا على ملاعبها....مباريات عديدة وكلمات حبيبة...(خد-هات- باصى- تكير..شوط...جون!!) وماأعظمها من كلمات .
**وكنت ياأخى الكريم لاعبا ممتازا...بنيان قوى...سرعة...لعب بالقدمين..قوة فى الأداء دون إيذاء..إجادة لألعاب الهواء....وفن إيجابى ليس فيه أنانية...وفوق كل هذا....أخلاق عظيمة فى الملعب وفى خارج الملعب...ومن هنا كان لك من المعجبين ...العديد ومن المحبين العديد ومن الأصدقاء العديد.
*********************
*لقد تذكرت هذا ياصديقى...وأنا أتابع المعركة....ومابعد المعركة... وكلماتك القديمة االجديدة الباقية ترن فى أذنى....ليس لى فى هذه الدنيا من أمل...إلا أن أرى بلدى محررة...حتى ولو مت...حتى ولو عذبت...ولو كان عذابا أشد من الموت...كنت تخرج الكلمات فأشعر أنها دافئة جياشة...من القلب للقلب...كلمات جادة طبقتها على أرض الواقع...وليست كلمات نلوكها دون فعل....
*تذكرت هذا ياصديقى وأنا أتابعك....تصول وتجول فى سبيل مصر...وأنا أشاهد ..أنت ورفاقك ...عرقكم دماء بدلا من ملح .
*************
*كانت ملحمة عظيمة...خضتتها ياصديقى أنت والرفاق...كما تذكرت ..كل هذا أمام عينى....ومن بعدها...رفعتكم إلى مرتبة السمو...مرتبة العلو...مرتبة الخلق العظيم والإرادة الحديدية.
*تذكرت كل هذا ..وأنا أبعث إليك خطابى هذا...وأنت راقد فى المستشفى...تعالج رماد المعركة الذى علق بك..تذكرت فيك الصديق القديم ولاعب الكرة المجيد..وشعرت بالزهو بك...عندما قالوا....أنه عنيد.يريد العودة إلى الميدان ....يريد بقية الحدود...إرادته حديدية....روحه رياضية....تذكرت فيك لاعب الكرة...تذكرته على وجه التحديد....حينما سمعت وحينما علمت...وعندما قرأت....وكان إعجابى يزداد ويزداد...كلما أوغلت فى المعرفة بدورك فى المعركة..ولتسمح لى بأن أسترجع ماسمعت وماعلمت.
*************
**كان يوم العبور العظيم...وإنطلقت الشرارة على حد تعبير القائد....وعبرت القوات....كان يتقدمها رجال الصاعقة المغاوير....الذين أسقطوا خلف خطوط العدو فى عمق سيناء...لقطع خطوط الإمدادات... وكنت أيها البطل واحدا منهم....كنت تصول وتجول...تحاور وتناور.
*صديقى إننى ..أعيد امامك مناظر تعرفها ولكنك تحبها وترتاح لتذكرها...مناظر الطريق إلى النصر...مناظر خضتها أنت والرفاق....من خبايا سيناء.. ومن ثنيات الطبيعة....كنتم تقتنصون العدو وتدمرون آلياته...وتمنعون إمدادات العمق لقواتهم على شاطىء القناة....تهاجمون كأسود الغابة .. وتختفون كفئران الصحراء.....زادكم ....حشيش الأرض..أرانب برية...ثعابين الصحراء.
*كنت ومجموعتك من كافحتم حتى آخر رصاصة...وكان فعلكم ماظنه العدو عمل كتيبة كاملة....وكان البحث عنكم...مستحيل...ولكنه لجأ إلى طائراته الهليكوبتر...مخادعا بحربه الدعائية...((أنتم محاصرون...إخرجوا بامان....سلم نفسك يامصرى لامجال أمامك سوى الإستسلام..إرفعوالراية البيضاء وتقدموا رافعين الأيدى إلى أعلى))
*وكان ردكم الصامت ((هأ..هأ..هأ..قديمة ياصهاينة))...وإبتسامتكم لبعضكم البعض...كان ردكم الصامت...فلديكم وسائل التمويه المحكمة والإستفادة من الطبيعة ...مايخفيكم عنهم...وإستمرت مهمتكم....فعلتم الكثير...قطع إمدادات العدو لفواته المحاصرة على شط القناة......قطع طرق مواصلاته....تدمير مخازن الزخيرة...إلحاق أكبر قدر بالعدو من الخسائر البشرية مابين قتيل ومصاب...وأهمية هذا ندرة الفرد المقاتل لديهم....فعلتم الكثير حتى إنتهت زخيرتكم.....وتعرضتم لقذف مكثف من طائرات العدو....وصبرتم وسقط منكم الشهداء والجرحى وكنت واحدا من الجرحى....وتفرقتم فى الوديان و فى الشعاب محاولين العودة إلى قواعدكم..وتحاملت على نفسك...حتى صادفك العدو وساقك حتى القدم مثخنة بالجراح....وكنت بطلا لكنهم كعادتهم جبناء.
*نعم كانوا جبناء...فساقك حتى القدم... التى لعبت وأمتعت الآلاف بفن الكرة...وعبرت وقاتلت بشرف...ساقك التى مشت طريق الحب ومشواره وعاشت على حلم تحرير الأرض لا الإعتداء...لتعود لتكمل مشوارها فى الحياة...قالوا عنها الكثير...ولكنهم أهملوها علاجا بالمخالفة للمواثيق الدولية....ثم فعلوا ما أرادوا..قالوا غير صالحة وهى خير صالحة...قطعوها لمصلحة المريض!!..إنسانية الغادرين!!!!... ونسوا بإهمالها --حتى يكون هناك مبررا للقطع--...نسوا أنهم قدموا لك وسام البطولة......وسام الشجاعة.....سحبوها من جسدك...ولكنهم لم يستطيعوا أن يسحبوا إرادتك وعزيمتك وإيمانك....سحبوا عضوا منك ونسوا أن كل عضو فيك بطولة....سحبوها منك....ولم يستطيعوا...سحب الإرادة والعزيمة والإيمان.
***********
*لقد أمتعت الآلاف كلاعب كرة وها أنت اليوم تمتع الملايين من شعب مصر والملايين من العرب فى لعبة إسترداد الأرض..وكم هى لعبة حق مبنية على التضحية وعلى الفداء وكنت وزملاؤك أهل لها

ليست هناك تعليقات: